باختصار : هى الأنوار التى تشرق على قلب العبد ، وهى الصفات التى تتغير فى العبد أثناء سيره الى الله ، وهى الأحاسيس التى يستشعرها العبد من رضا الله ومحبته ، وهى الخاطر فى باطن الانسان الذى يرشده الى الصدق والصواب بطريق اليقين بصورة لا يشك فيها .. ، وهى أعمال الإنسان التى تقربه الى ربه ..
وإليك شيء من التفصيل
حتى لا يخدعك أحد ويوهمك بأن الروحانيات هى عالم الجن والعفاريت
بداية : عموما كل ما يتعلق بالوجود فله روح حتى الجمادات ..قال تعالى " وان من شيء الا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحه "
فلو لم يكن الوجود له روح بأمر الله أودعها فيه لما كان الوجود يستطيع التسبيح
معنى روحانيات : هى مشتقة من كلمة الروح ..، والتى معناها كل ما خفى ولا يرى بالعين
من أين نستمد روحانيّاتنا
فالروحانيات : هى الأعمال ونتائجها (اى الاحوال التى تظهر نتيجة هذه الاعمال..سواء خيّرة او شريرة
مثال ذلك : من يتصدق بمال .. فهذا نتيجة روح طيبة بداخله ترشده الى الخير ، ونتيجة عمل الخير يترتب عليها زيادة قوة هذه الروحانية التى أرشدته .. كأنك تزيدها طاقة لتزيدها بك معرفة وأرشاد للخير ..
ونجد معنى هذا فى الحديث الشريف عنه صلى الله عليه وسلم حيث قال " إنَّ للشيطانِ لمةً بابنِ آدمَ وللملكِ لمةً فأمَّا لمةُ الشيطانِ فإيعادٌ بالشرِّ و تكذيبٌ بالحقِّ وأمَّا لُمةُ الملكِ فإيعادٌ بالخيرِ وتصديقٌ بالحقِّ فمنْ وجدَ ذلكَ فليعلمْ أنَّه منَ اللهِ تعالى فليحمدِ اللهَ ومنْ وجدَ الأخرى فليتعوذْ باللهِ من الشيطانِ "
معنى كلمة " لمّه " : خاطر فى القلب أو مس .. ، والمقصود به الارشاد الى الخير او الشر .. ، وقد تصل هذه اللمه الى الاستحواذ والاستيلاء على الانسان .. فتصبح نفسه خيرة او شريرة
إذن فالإنسان يستمد أنواره ومعارفه بقدر أعماله الصالحة أو الفاسدة .. فيقوى بداخله النزعة الملائكية أو يقوى النزعة الشيطانية
فروح الانسان : قد تتعلق بالمعانى الشيطانية (الصفات الشيطانية ) ، وقد تتعلق بالمعاني الملائكية ( الصفات الملائكية ) ، وقد تكون مزيجا منهما وهذا هو الغالب على عموم البشر
وبقدر تعلق الروح الانسانى من صفات
تتسمى روحانيتة
سواء بالخيّرة او الشريرة
فهذه هى روحانية الإنسان
أى هى الاحوال المكتسبة نتيجة أفعال الانسان واختياراته .. وتزيد هذه الروحانية ( الاحوال .. يعنى حالك مع الله ) كلما ازدادت معانيك اى صفاتك بالخير
بمعنى آخر
الروحانيات : هى انوار الله التى يمنحها للعبد المطيع ..قال تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) ، وقال تعالى ( يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ) ، وقال تعالى ( وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ )
فكل ما يتعلق بطهارة القلب وصفاءه .. هو للوصول الى انوار الله
وهى التى تسمى بالانوار التى تشرق على قلب العبد .. و يمكنك الذهاب الى هنا لفهم الانوار
ولكن جرى العرف عند الناس ان من له علاقة بالعالم الاخر وهو الجن يسمى روحانى لانهم لا يرون بالعين .. وهذا كلام ليس صحيحا في بعضه .. لان الروحانى الحق هو من يفهم الوجود كما يريد الله .. ولا يكون هذا الا لمن يسلك الطريق الى الله
وفى الحديث القدسي " ولا يزال عبدى يتقرب الى بالنوافل حتى احبه فاذا احببته كنت سمعه الذى يسمع به وبصره الذى يبصر به ويده التى يبطش بها
فكلما كان الانسان قريب الى الله .. يصبح سمعه ربانى وبصره ربانى وافعاله كلها يرضى عنها الله .. فهذا هو الروحانى الحق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق